الذكاء الاصطناعي، قيمة البيانات وأهمية الأمن السيبراني في 2025

أكد جاي جاكوبس (Jay Jacobs)، رئيس صناديق الاستثمار المتداولة الموضوعية والنشطة في الولايات المتحدة بشركة بلاك روك (BlackRock)، أن الذكاء الاصطناعي (AI) أصبح محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي عبر مختلف القطاعات، معتبراً أنه أكثر من مجرد اتجاه تقني، بل قوة تحويلية تغير قواعد اللعبة في الاستثمار والصناعة.
أوضح جاكوبس أن عملية تبني الذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى، مما يفتح آفاقاً واسعة للمستثمرين. وأشار إلى أن عام ۲۰۲۵ سيشهد تطورات كبيرة في مجالي البنية التحتية والأمن السيبراني، حيث ستزداد قيمة البيانات بشكل كبير، مما سيدفع الشركات للاستثمار بشكل أكبر في حماية أصولها. وقال:
“كلما زادت قيمة بياناتك، زاد إنفاقك على الأمن السيبراني.”
كما لفت جاكوبس إلى أهمية البنية التحتية الملموسة في دعم التطورات الرقمية، مشيراً إلى دور مراكز البيانات، وشبكات الطاقة، والعقارات، وأشباه الموصلات في تشكيل العمود الفقري لنمو الذكاء الاصطناعي. وأكد على أن هذه الجوانب المادية تسير جنباً إلى جنب مع التحول الرقمي، مما يتطلب تطورات متكاملة.
وشدد جاكوبس على أهمية تنويع الاستثمارات بعيداً عن شركات التكنولوجيا الكبرى، داعياً المستثمرين إلى التركيز على الشركات المرتبطة مباشرة بموضوع الذكاء الاصطناعي، مثل شركات البرمجيات وأشباه الموصلات.
وأشار إلى صناديق استثمار مثل iShares Future AI & Tech ETF (ARTY) وiShares AI Innovation and Tech Active ETF (BAI)، حيث حقق الأول نمواً بنسبة ١٣٪ خلال ۲۰۲٤، مما يعكس الإمكانيات الكبيرة للاستثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وأكد جاكوبس على أهمية التفكير الاستراتيجي في ظل الترابط المتزايد بين الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والبنية التحتية. كما أشار إلى الطلب المتزايد على الموارد مثل الطاقة والنحاس، مما يعكس احتياجات العالم الواقعي لدعم التقدم الرقمي.
ووصف جاكوبس المرحلة الحالية بأنها مجرد “قمة جبل الجليد”، وحث المستثمرين وأصحاب القرار على تبني استراتيجيات شاملة تعزز الفرص وتواجه التحديات المرتبطة بالبنية التحتية اللازمة للنمو المستدام.
باختصار، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل معالم الاستثمار والصناعة، مع بروز البنية التحتية والأمن السيبراني كمحاور رئيسية في هذا التحول. رؤى جاكوبس تمثل دعوة صريحة للاستعداد لعصر جديد يقوده الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على مواءمة الإمكانيات التقنية مع المتطلبات الواقعية لتحقيق تقدم مستدام.



