أعلن غری غنسلر (Gary Gensler)، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، أنه سيتنحى عن منصبه في 20 يناير المقبل، بالتزامن مع حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
غنسلر، الذي تم تعيينه كرئيس اللجنة الثالث والثلاثين منذ عام 2021، كتب في منشور على منصة X:
“أشكر الرئيس بايدن على ثقته بي في هذا المنصب الكبير. خلال فترة رئاستي، نفذت اللجنة مهمتها وطبقت القانون دون خوف أو تحيز”.
يأتي هذا القرار بعد إعلان ترامب مسبقًا أنه سيعزل غری غنسلر في اليوم الأول من إدارته الجديدة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا، خاصة بعد إجراءات غنسلر القانونية الصارمة ضد شركات العملات الرقمية.
كانت الاختلافات بين الرئيس المنتخب وغنسلر بشأن العملات الرقمية سببًا لتوترات متزايدة. ومع فوز ترامب بالانتخابات، شهدت سوق العملات الرقمية صعودًا حادًا، حيث وصل سعر البيتكوين يوم الخميس إلى أعلى مستوى تاريخي بلغ 98 ألف دولار.
خلال فترة رئاسة غری غنسلر للجنة، اتخذت اللجنة إجراءات صارمة ضد قطاع العملات الرقمية، شملت 46 إجراءً قانونيًا العام الماضي. وأسفرت هذه القضايا عن إدانة مؤسسي منصتين كبيرتين للعملات الرقمية، هما سام بانكمان-فريد من FTX وتشاو تشانغ بينغ (Changpeng Zhao) من بينانس.
وقالت كريستين سميث (Kristin Smith)، المديرة التنفيذية لجمعية البلوك تشين (Blockchain Association)، التي تمثل شركات العملات الرقمية، لـ BBC:
“رحيل غری غنسلر هو خبر سعيد لجميع مجتمع العملات الرقمية. لقد شن حربًا ضد هذه الصناعة من خلال الدعاوى القضائية فقط، ونحن سعداء برحيله”.
من جهة أخرى، يُشاع أن ترامب يعتزم تعيين مستشار رئاسي خاص لصناعة العملات الرقمية، بالإضافة إلى تفكيره في إسناد قيادة “وزارة كفاءة الحكومة” إلى إيلون ماسك، الملياردير التقني وحليفه القوي.
جدير بالذكر أن لجنة الأوراق المالية والبورصات كانت أيضًا في صراع مع ماسك، حيث تجري تحقيقات حول مخالفات محتملة تتعلق بشراء ماسك لمنصة تويتر عام 2022. اتهم ماسك اللجنة بالمضايقة ورفض التعاون في التحقيقات.
إلى جانب عمله على تنظيم العملات الرقمية، قاد غری غنسلر إصلاحات مهمة في مجالات أخرى، من بينها تعزيز قدرة صناديق الاستثمار على مواجهة الصدمات المالية، وتقليل فترة تسوية معاملات الأسهم. ومع ذلك، واجهت جهوده لإلزام الشركات بالكشف عن مخاطر التغير المناخي تأخيرات نتيجة عوائق قانونية.
