عودة العقوبات النفطية الصارمة ضد إيران وفنزويلا
قام دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية، بتعيين ماركو روبيو، السيناتور الجمهوري، كوزير للخارجية، مما يشير إلى توجه جديد في السياسة الخارجية الأمريكية. هذا الاختيار الذي قد يؤثر بشكل كبير على سوق النفط العالمية قوبل بردود فعل متنوعة من المحللين.
ماركو روبيو معروف بمواقفه الصارمة تجاه سياسات إيران والصين وفنزويلا، وله تاريخ طويل في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي. وقد ساهم والديه، اللذان ينحدران من المهاجرين الكوبيين، في تشكيل وجهات نظره المتشددة تجاه الحكومات الاشتراكية، بما في ذلك حكومة نيكولاس مادورو في فنزويلا.
بوب مكنايلي، رئيس ريبيدان إنرجي والمستشار السابق للطاقة لجورج بوش الابن، يعتقد أن روبيو يمتلك سجلًا ثابتًا في معارضة إيران وفنزويلا والصين. وفقًا له، من المتوقع أن يتابع روبيو بجدية خطط ترامب للضغط على صادرات النفط الخام الإيراني، خاصة في ظل تخصيص جزء كبير من هذه الصادرات للصين.
خلال فترة رئاسة بايدن، زادت صادرات النفط الإيراني، وهو ما يعزوه المحللون إلى تنفيذ العقوبات النفطية بشكل أقل صرامة، ونجاح إيران في التحايل عليها من خلال تحويل الصين إلى المشتري الرئيسي للنفط الإيراني.
ومع ذلك، يحذر كوين بوك، محلل سياسة الطاقة في ClearView Energy Partners، من أن فرض عقوبات أكثر صرامة قد يؤدي إلى رد فعل من الصين، مثل تقليص دور الدولار الأمريكي في المعاملات النفطية. وهو ما أشار إليه ترامب أيضًا خلال خطابه في سبتمبر أمام نادي الاقتصاد في نيويورك.
أما بالنسبة لفنزويلا، يعتقد الخبراء أن تعيين روبيو يعني تقليل احتمال تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا. يقول خوسيه كاردناس، المستشار السابق للسياسة الأمريكية اللاتينية في فترة بوش: “ستكون أولوية إدارة ترامب إعادة النظر في التراخيص النفطية التي تسمح لشركات النفط الأمريكية والأجنبية بالتعاون مع حكومة مادورو.”
منذ عام 2022، منحت إدارة بايدن تراخيص لبعض الشركاء الأجانب وعملاء شركة النفط الحكومية الفنزويلية (PDVSA)، بما في ذلك شيفرون وريبسول وإيني وريلانس إندستريز، مما سمح لهم بتسليم النفط إلى الولايات المتحدة وأوروبا والهند. وقد أدى ذلك إلى زيادة صادرات النفط الفنزويلي الشهر الماضي إلى 950,000 برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى له منذ أربع سنوات.
ومع ذلك، يحذر المحللون من أن فرض عقوبات أكثر صرامة قد يدفع فنزويلا، التي أقامت تحالفات استراتيجية مع دول مثل إيران، إلى تخصيص نفطها بشكل أكبر إلى الصين، مما يجعلها هدفًا محتملاً لعقوبات ترامب بهدف استعادة المهاجرين غير الشرعيين. وهذا يدل على أن روبيو سيواجه أيضًا تحديات في تنفيذ سياسات صارمة ضد إيران وفنزويلا.