في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة ٢٥٪ على السلع المستوردة من كندا والمكسيك، مما دفع الحكومة الكندية إلى التحرك الفوري لاتخاذ تدابير لمواجهة هذا التهديد. وقد أدت هذه الخطوة، التي أعلن عنها ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى اضطراب في الأسواق المالية والمشهد السياسي الكندي.
جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكندي، سارع بالتواصل هاتفياً مع ترامب فور إعلان الخبر، مؤكداً للرئيس الأميركي أن رسالته قد وصلت. وأوضح ترودو في تصريح للصحفيين يوم الثلاثاء، أثناء توجهه لحضور اجتماع حكومي تناول القضية، قائلاً:
“ناقشنا بعض التحديات التي يمكننا العمل عليها سوياً. كانت محادثة جيدة. هذا ما يمكننا فعله – نقل الحقائق والمضي قدماً بطريقة بناءة.”
وفي إطار التعامل مع هذه الأزمة، أعادت الحكومة الكندية تفعيل لجنة وزارية خاصة بالشؤون المتعلقة بالعلاقات مع الولايات المتحدة، والتي تم إنشاؤها في ٧ نوفمبر. وتتولى هذه اللجنة، برئاسة وزيرة المالية كريستيا فريلاند ودومينيك ليبلانك، وزير الأمن الحدودي، التنسيق بين كبار الوزراء في الحكومة.
وأكدت فريلاند، في تصريحات صحفية يوم الثلاثاء، أن كندا تعلمت من التجارب السابقة خلال فترة رئاسة ترامب، قائلة:
“الأمر الأساسي هو أننا تجاوزنا تلك المرحلة ونجحنا في ردنا. حققنا ذلك لأننا كنا أذكياء وموحدين وأقوياء. في النهاية، العلاقة الاقتصادية بين بلدينا متوازنة ومفيدة للطرفين، وهذا ما أدى إلى نتائج إيجابية.”
وفي حين لوحت المكسيك باحتمال فرض رسوم جمركية مماثلة رداً على تصريحات ترامب، لم تستبعد كندا هذا الخيار. وذكرت فريلاند أن كندا لجأت سابقاً إلى إجراءات انتقامية “دولار مقابل دولار” رداً على فرض ترامب رسوماً على الصلب والألومنيوم الكندي.
من جانبه، أوضح وزير الهجرة الكندي مارك ميلر أن الحكومة تدرس عدة إجراءات، من بينها تعزيز الموارد المخصصة لقوات الشرطة المكلفة بمراقبة الحدود. وأضاف:
“لدينا مصالح مشتركة لتحويل هذه القضية إلى أمر يمكن التحكم فيه – وضمان إعادة أولئك غير المصرح لهم بعبور الحدود فوراً.”
وفي الوقت نفسه، دعا ترودو إلى عقد اجتماع يوم الأربعاء مع قادة المقاطعات لمناقشة الاستعدادات للتعامل مع إدارة ترامب المقبلة. وتواجه مقاطعتان تحديات اقتصادية أكبر في ظل هذه التطورات، وهما أونتاريو، مركز صناعة السيارات، وكيبيك، الرائدة في صناعات الألومنيوم والطيران.
تصريحات ترامب بشأن الرسوم جمركية أثارت ردود فعل غاضبة، حيث قال دوغ فورد، رئيس وزراء أونتاريو، يوم الثلاثاء:
“هذه ليست الطريقة المناسبة للتعامل مع أقرب حلفائك.”
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه التصريحات قد تكون جزءاً من استراتيجية ترامب التفاوضية، المعروفة بنهجها التجاري القائم على الصفقات.
وفي تعليق له، قال ويليام بليرين، محامي التجارة الدولية وشريك في شركة مكميلا القانونية في أوتاوا، إنه صُدم من تصريحات ترامب. لكنه أشار إلى أن حل الأزمة قد يكمن في تعزيز أمن الحدود. وأضاف:
“أعتقد أن هذا هو ما يجيده ترامب. فرض الرسوم جمركية وإجبار الجميع على طلب إعفاءات منها. يجب أن يكون هناك سبيل يمنحه انتصاراً ويحفظ ماء الوجه، دون الحاجة إلى فرض رسوم جمركية بنسبة ٢٥٪.”
