الأخبار

تحالف سعودي-صيني لتحويل صحاري إلى مركز للطاقة المتجددة

تتجه المملكة العربية السعودية والصين نحو شراكة جديدة تهدف إلى تحويل الصحاري الشاسعة في المملكة إلى مركز لإنتاج الطاقة المتجددة، في خطوة تؤكد التزام البلدين تجاه تعزيز الاستدامة على المستوى العالمي.

مشاريع ضخمة لتعزيز الطاقة المتجددة

ستقوم شركة أرامكو باور السعودية ببناء محطة طاقة شمسية بقدرة ٢ جيجاوات، ومن المتوقع أن تستغرق أعمال الإنشاء حوالي ٣١ شهرًا. يأتي ذلك بالتزامن مع مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) وشركات سعودية أخرى مع شركة TCL Zhonghuan Renewable Energy Technology الصينية، تم توقيعه في يوليو ٢٠٢٤ بقيمة ٢.٠٨ مليار دولار لإنشاء مصنع لإنتاج الكريستال والسيليكون. كما أبرمت شركة JinkoSolar صفقة استثمار بقيمة ٩٨٥ مليون دولار لإنشاء مصنع بقدرة ١٠ جيجاوات لإنتاج خلايا وألواح شمسية في المملكة.

في ملف قُدم إلى بورصة شنغهاي، وافقت شركة China Energy Engineering على استثمار ٦.٩٨ مليار يوان (٩٧٢ مليون دولار) لبناء محطة طاقة شمسية في السعودية، ضمن سلسلة من الاتفاقيات المتعلقة بالطاقة المتجددة بين البلدين.

تستفيد هذه الشراكة من المناخ المشمس للسعودية والتقنيات المتقدمة التي تمتلكها الصين، مما يعزز فرص نجاح المشروع. يتماشى هذا التعاون مع رؤية السعودية ٢٠٣٠، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل.

ستغطي مزارع الطاقة الشمسية مساحة شاسعة من الصحاري السعودية، وتهدف إلى إنتاج طاقة نظيفة قادرة على تلبية احتياجات المملكة وما بعدها، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. يمثل هذا المشروع تحولاً جذريًا في توجه السعودية نحو اقتصاد أكثر استدامة.

تأثير دولي على أسواق الطاقة والبيئة

سيكون لهذا التحالف تأثير كبير على الأسواق العالمية، حيث تمهد السعودية الطريق لتكون مصدراً رئيسياً للطاقة المتجددة، وهو ما قد يغير ديناميكيات التجارة ويحد من الاعتماد على الطاقات التقليدية.

يشير اختيار الشركات الصينية لتطوير هذه المشاريع إلى نهج السعودية الجديد في التعامل مع الشركاء الدوليين، في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وأوروبا وتزايد المنافسة في قطاع الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط.

تسلط هذه الشراكة الضوء على دور الطاقة المتجددة في تقليص الفجوات الاقتصادية والدبلوماسية. من خلال هذا التعاون، تعزز السعودية والصين علاقاتهما الاقتصادية وتقدمان نموذجًا تحتذي به الدول الأخرى لتحقيق التنمية المستدامة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى