أشار بيتر شيف، الاقتصادي والمدافع البارز عن سوق الذهب، إلى النمو الملحوظ في أسعار الذهب خلال عام 2024 وتسجيله رقماً قياسياً جديداً يوم الثلاثاء، وطرح رؤيته بشأن مستقبل هذا المعدن الثمين.
كتب شيف على منصة “إكس” قائلاً:
“سجل الذهب رقماً قياسياً ببلوغه 2,775 دولاراً، وهو يتجه نحو تسجيل أفضل أداء له منذ عام 1979.”
وأضاف مع مقارنته بالظروف التي سادت عام 1979:
“الفرق يكمن في أن التضخم كان حينها في ذروته، وسوق الذهب الصاعد كان يقترب من نهايته، بينما الآن التضخم في أدنى مستوياته وسوق الذهب الصاعد لا يزال في بدايته.”
تعد مقارنة الوضع الحالي بعام 1979 مهمة للغاية. في ذلك العام، وسط التضخم الجامح والثورة الإيرانية والغزو السوفيتي لأفغانستان، ارتفعت أسعار الذهب من 226 دولاراً لتصل إلى 500 دولار بنهاية العام، وبلغت ذروتها في أوائل 1980 عند 850 دولاراً، ما يعادل حوالي 2,800 دولار اليوم بعد تعديل التضخم. ومع ذلك، انتهى السوق الصاعد حينها بعدما رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم.
في عام 2024، تستمر أسعار الذهب في الارتفاع مدفوعةً بعوامل مثل عدم اليقين الاقتصادي، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، والمخاطر الجيوسياسية خاصة في الشرق الأوسط. كما أن توقعات تخفيض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي والطلب القوي من البنوك المركزية يدعمان استمرار ارتفاع الأسعار. ويعتقد العديد من المحللين أن Gold سيصل إلى نطاق يتراوح بين 2,500 و3,000 دولار بنهاية العام.
أكد شيف في منشور آخر على “إكس” أن ارتفاع أسعار Gold وعوائد السندات غير مرتبط بنتيجة الانتخابات الأمريكية. وأشار إلى أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، سيستمر العجز المالي والتضخم في الزيادة، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على السندات وإيجابي على Gold.
ويرى شيف، مع تلميحه إلى “أكبر سوق صاعد للذهب في التاريخ”، أن التضخم وتراجع قيمة العملات الورقية هما من العوامل التي قد تدفع أسعاره إلى مستويات عالية جداً، تصل إلى 26 ألف دولار وربما 100 ألف دولار. ويعتقد أن المستثمرين لم يدركوا بعد السوق الصاعد للذهب، حيث لم يضيفوا أسهم شركات التعدين إلى محافظهم الاستثمارية، وهو ما يعكس بداية انطلاقة قوية للذهب.
