بريكس على وشك تقديم بترو يوان
مجموعة بريكس (BRICS) تدرس إنشاء “بترو يوان” جديد، وهو إجراء قد يمثل تحدياً خطيراً لهيمنة الدولار الأمريكي في سوق النفط العالمية. هذه الأنباء التي نشرتها مؤسسة المنتدى الرسمي للنقد والمؤسسات المالية (OMFIF) تسلط الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها المجموعة لإنشاء نظام مالي بديل.
كانت بريكس في البداية مكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وقد انضمت مؤخراً دول أخرى إلى المجموعة. تعتزم المجموعة في اجتماعها القادم في قازان بروسيا، المزمع عقده الشهر المقبل، مناقشة الخطوات التالية لدفع هذا المشروع إلى الأمام.
وفقاً لتقرير OMFIF، فإن الدول الأعضاء في بريكس تنوي مناقشة كيفية تنفيذ نظام بديل للمدفوعات النفطية التي تعتمد حالياً على الدولار. من المرجح أن يستخدم هذا النظام الجديد اليوان الصيني. تزداد أهمية هذا الموضوع بعدما أكدت المملكة العربية السعودية، أكبر مُصدّر للنفط في العالم، أنها منفتحة على “أفكار جديدة” في تجارة النفط، بما في ذلك استخدام اليوان.
تسعى روسيا أيضاً إلى استخدام البترو يوان كبديل للبترو دولار لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة ونظام سويفت. تم اتخاذ هذا القرار بعد أن تم استبعاد البنوك الروسية من نظام سويفت في فبراير 2022 عقب الصراع في أوكرانيا.
ومع ذلك، تحذر OMFIF من أن التنفيذ الكامل لنظام بترو يوان قد يخلق تحديات للدول. في الأساس، يمكن استخدام الفائض من اليوان فقط في التجارة مع الصين أو حفظه كاحتياطيات نقدية أجنبية. في هذه الحالة، يجب على الوسطاء الماليين في بريكس نقل هذه الفوائض إلى الدول الأخرى التي تحتاج إليها.
وأضافت OMFIF في تقريرها:
“المستفيدون الرئيسيون من دور أكبر للرنمينبي (اليوان) هم البنوك الصينية التي ستجني الأرباح اللازمة من عملية إعادة التدوير. كما يمكن للوسطاء الماليين الغربيين الانضمام من خلال الاستفادة من الفرق بين سوق النفط بالدولار وسوق النفط بالرنمينبي. ولكن مع ذلك، فإن تقديم البترو يوان سيؤدي فقط إلى زيادة انقسام النظام المالي العالمي.”
وفيما يتعلق بالتداعيات السياسية للاستغناء عن الدولار في تجارة النفط، صرح بندر الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، مؤخراً بأن المملكة ليست مهتمة بخلط السياسة بالتجارة. وقال:
“البترور يوان ليس له أهمية كبيرة بالنسبة لوزارتنا. نعتقد أن السعودية ستفعل ما هو في مصلحتها… لكن أعتقد أن المملكة دائماً تجرب أشياء جديدة ولديها نظرة منفتحة تجاه الأفكار الجديدة. نحاول عدم خلط السياسة بالتجارة.”
إضافة إلى نقاشات البترو يوان، تشير التقارير إلى أن بريكس تعمل أيضاً على إنشاء عملة خاصة بها لتسهيل التجارة بين أعضاء المجموعة. وتشير بعض التقارير إلى أن هذه العملة الجديدة قد تكون مدعومة بالذهب.
هذه التطورات تمثل محاولات متزايدة لإنشاء نظام مالي متعدد الأقطاب، والذي يمكن أن يكون له تأثير عميق على الاقتصاد العالمي والعلاقات الجيوسياسية. ومع اقتراب اجتماع بريكس في قازان، سيراقب المجتمع الدولي عن كثب هذه المبادرة، حيث قد تمتد تداعياتها إلى ما هو أبعد من المجال الاقتصادي وتؤثر على توازن القوى على المستوى العالمي.
المصدر: dailyhodl