قام البنك المركزي الأوروبي (ECB) بخطوة هامة يوم الخميس، حيث خفض سعر الفائدة الرئيسي إلى 3.25%. ويُعتبر هذا التخفيض الثالث بمقدار ربع نقطة مئوية خلال العام الحالي، مما يعكس تغييرًا في نهج هذه المؤسسة المالية الكبرى في مواجهة الظروف الاقتصادية في منطقة اليورو.
وقد كان هذا القرار متوقعًا من قبل الأسواق، حيث أشار صانعو السياسات في البنك المركزي الأوروبي في السابق إلى ضرورة تقليل المخاطر التضخمية والتوقعات الضعيفة للنمو الاقتصادي، مما ساهم في إتاحة الظروف الملائمة لهذا التخفيض.
وفي بيان صادر بعد اتخاذ القرار، وصف مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي مسار انخفاض التضخم بأنه “في الاتجاه الصحيح تمامًا”، وهو أكثر تعليقاتهم تفاؤلاً في الدورة الحالية. كما أضافوا أن “توقعات التضخم تأثرت بالانخفاضات المفاجئة الأخيرة في مؤشرات النشاط الاقتصادي”.
تشير الإحصائيات إلى أن معدل التضخم في منطقة اليورو انخفض إلى 1.8% في شهر سبتمبر، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، ويعتبر ذلك أقل من الهدف المحدد للبنك المركزي الأوروبي البالغ 2%. ومع ذلك، يتوقع البنك أن يرتفع التضخم في الأشهر المقبلة، ولكن يُتوقع أن يعود إلى الهدف المحدد خلال العام المقبل.
أعلنت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، في مؤتمر صحفي يوم الخميس أن مناقشة خفض 25 نقطة أساس كانت الخيار الوحيد المطروح، ولم يتم النظر في خيار خفض 50 نقطة أساس. وعند سؤالها عن سبب عدم خفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة، قالت:
“الواقع هو أن النشاط الاقتصادي، وفقًا للمؤشرات المتاحة، كان أقل قليلاً مما كنا نتوقع.”
تأتي هذه الخطوة من البنك المركزي الأوروبي في وقت تزايد فيه القلق بشأن آفاق النمو الاقتصادي في منطقة اليورو. في الشهر الماضي، خفضت المؤسسة توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو لعام 2024 من 0.9% إلى 0.8%. ولا تزال بعض أكبر اقتصادات المنطقة تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك ضعف الإنتاج في ألمانيا ومشروع التحسين المالي الضخم في فرنسا.
المصدر: cnbc
