استعراض لوعود ترامب الانتخابية لصناعة العملات الرقمية
دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، طرح مجموعة واسعة من الخطط لدعم صناعة العملات الرقمية، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024. وبالرغم من موقفه الانتقادي السابق تجاه العملات الرقمية، فقد غيّر ترامب توجهه بشكل واضح ليصبح داعماً لهذه الصناعة، مقدماً وعوداً عديدة لتطوير هذا المجال.
في مسودة نُشرت في يوليو، صنّف ترامب العملات الرقمية جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي كأحد المجالات الرئيسية للابتكار وبناء «أكبر اقتصاد في التاريخ». وأكد في هذه الوثيقة أن الجمهوريين سيضعون حداً لـ «القمع غير القانوني وغير الأمريكي للعملات الرقمية» وسيعارضون بشدة إنشاء العملة الرقمية للبنك المركزي (Central Bank Digital Currency).
من أبرز وعود ترامب إنهاء ما يسميه “الحرب على العملات الرقمية”. وقد استهدف ترامب غاري غينسلر (Gary Gensler)، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، متوعداً بعزله من منصبه، رغم أن ولاية غينسلر مستمرة حتى عام 2026، ولا يمكن للرئيس عزله دون مبرر قانوني قوي.
وفي مؤتمر البيتكوين في ناشفيل، صرح ترامب قائلاً:
“أعد مجتمع البيتكوين بأنه مع أدائي اليمين الدستورية، ستنتهي الحرب على العملات الرقمية التي يقودها جو بايدن وكمالا هاريس”.
كما وعد ترامب بتشكيل لجنة استشارية رئاسية لتطوير إطار قانوني واضح لصناعة العملات الرقمية خلال 100 يوم من توليه المنصب.
ومن أكثر وعود ترامب إثارة للجدل، تحويل الولايات المتحدة إلى “قوة عظمى للبيتكوين عالمياً”. يخطط ترامب لإنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين والاحتفاظ بكل ما تمتلكه الحكومة الأمريكية من بيتكوين. يتشابه هذا الطرح مع اقتراح السيناتور سينثيا لوميس (Cynthia Lummis) التي دعت الحكومة إلى شراء وتخزين مليون بيتكوين.
وفي مجال تعدين البيتكوين، يطمح ترامب إلى أن يتم استخراج جميع البيتكوينات المتبقية داخل الأراضي الأمريكية، معتبراً أن عمال التعدين الأمريكيين يمكنهم تعزيز التفوق الطاقي للولايات المتحدة، مؤكداً أن “العداء للبيتكوين” يفيد فقط منافسين مثل الصين وروسيا.
كذلك، يدعم ترامب بشدة حق الاحتفاظ الذاتي بالعملات الرقمية، وهو موقف يتعارض مع مشروع قانون تقوده السيناتور إليزابيث وارن (Elizabeth Warren)، الذي يدعو إلى تحديد وتتبع مستخدمي المحافظ ذات الاحتفاظ الذاتي (self-custodial wallets).
كما جدد ترامب رفضه القاطع للعملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC)، معتبراً إياها تهديداً للخصوصية المالية. وأكد في ناشفيل قائلاً:
“طالما أنا رئيس الولايات المتحدة، لن نمتلك أبداً عملة رقمية للبنك المركزي”.
ومن بين وعود ترامب المفاجئة، تعهده بالعمل على إطلاق سراح روس أولبريخت (Ross Ulbricht)، مؤسس سوق طريق الحرير (Silk Road) في الدارك نت، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد منذ عام 2015، حيث وعد ترامب بإعادته إلى منزله.
وفي آخر تصريح له يوم الهالوين، بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لنشر ورقة البيتكوين البيضاء، نشر ترامب رسالة عبر منصة X (تويتر سابقاً) عبّر فيها عن احترامه لساتوشي ناكاموتو، مبتكر البيتكوين المجهول، مجدداً دعمه لصناعة العملات الرقمية.
هذه التصريحات تظهر تحولاً كبيراً في نهج ترامب تجاه العملات الرقمية، وقد يكون لها تأثير ملموس على مستقبل هذه الصناعة إذا فاز في الانتخابات. ومع ذلك، تبدو بعض وعوده، مثل احتكار تعدين البيتكوين داخل أمريكا، صعبة التطبيق من الناحية الفنية، في حين أن وعوداً أخرى مثل عزل غاري غينسلر تواجه قيوداً قانونية.