تعليم التداولالمقالات التعليمية

لماذا يجب التعرف على التداول الاجتماعي وأنواع أساليبه؟

شهدت الأسواق المالية تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة بفضل التقدم التكنولوجي وظهور أدوات جديدة. أحد هذه الابتكارات هو التداول الاجتماعي، الذي يسمح للمستثمرين بالاستفادة من تجارب واستراتيجيات المتداولين الآخرين. هذه الطريقة الحديثة لم تسهل على المبتدئين تعلم التداول فحسب، بل توفر أيضاً فرصة للمتداولين المحترفين لبيع إشارات التداول إضافة إلى أرباح التداول الخاصة بهم.

يحاول فريق عرب بروكر في هذه المقالة تقديم صورة شاملة لهذه الأداة القوية من خلال فحص أساليب التداول الاجتماعي المختلفة وإيجابياتها وسلبياتها، بالإضافة إلى التعرف على منصات التداول الاجتماعي الشهيرة.

ما هو التداول الاجتماعي؟

إحدى الأدوات المبتكرة للحصول على الربح في الأسواق المالية هي “التداول الاجتماعي” (Social Trading) أو المعاملات الاجتماعية. التداول الاجتماعي هو طريقة استثمار تعتمد على الشبكات الاجتماعية حيث يمكن للمتداولين مشاركة أو متابعة استراتيجياتهم وتحليلاتهم وأيضاً صفقاتهم مع الآخرين.

ببساطة، في التداول الاجتماعي، يمكن للأشخاص مراقبة أداء المتداولين الآخرين وتحديد ما إذا كانوا يريدون تقليد استراتيجياتهم أم لا. لا يساعد هذا النهج المبتدئين على الاستفادة من تجارب المتداولين المحترفين فحسب، بل يسمح أيضاً للمتداولين ذوي الخبرة بكسب المزيد من الدخل من خلال مشاركة نجاحاتهم أو بيع إشارات التداول.

التداول الاجتماعي (Social Trading)

التدريب على التداول الاجتماعي (Social Trading)

طريقة عمل التداول الاجتماعي بسيطة للغاية. للبدء، يحتاج المستخدمون إلى أن يصبحوا عضواً في إحدى منصات التداول الاجتماعي. توفر هذه المنصات مساحة حيث يمكن للمتداولين اختيار الخيار الأفضل من بين مئات أو حتى آلاف المتداولين بناءً على الأداء السابق والربحية ومستوى المخاطرة.

بعد اختيار المتداول المطلوب، يمكن للمستخدمين نسخ استراتيجياته وتداولاته إلى حساباتهم بنقرة بسيطة. تتيح هذه العملية، المعروفة باسم “نسخ الصفقة”، للمستخدمين الاستفادة من خبرة المحترفين دون الحاجة إلى معرفة عميقة بالتداول.

وبمرور الزمن، يمكن للمتداولين ملاحظة معلومات دقيقة حول الاستراتيجيات والأرباح والخسائر ومستوى المخاطر لكل متداول ومن ثم اتخاذ قرارات أكثر استنارة لمواصلة التعاون أو عدم الاستمرار مع المتداول المختار.

كيف تختار أفضل منصة للتداول الاجتماعي؟

يتطلب اختيار أفضل منصة لـ Social Trading بحثاً ودراسة مفصلةً. ومن خلال مقارنة العمولة وتقييم الميزات التقنية والتأكد من أمان المنصة، يمكنك الحصول على تجربة ناجحة وآمنة في هذا المجال. إن اختيار الخيار المناسب لن يساعدك فقط على التداول بثقة أكبر، بل سيزيد من ربحيتك على المدى الطويل.

التداول الاجتماعي في FP MARKETS

العمولة في صفقات منصة التداول الاجتماعي

تعتبر العمولة أحد أهم المعايير لاختيار منصة التداول الاجتماعي المناسبة. قد تفرض بعض المنصات رسوماً عالية مقابل نسخ الصفقات أو تفرض رسوماً مخفية أخرى تؤثر سلباً على ربحيتك على المدى الطويل؛ لذلك:

  • انتبه إلى شفافية تكاليف المنصة.
  • قم بمقارنة الرسوم في منصات متعددة.
  • انتبه أيضاً إلى التكاليف الجانبية مثل عمولات التداول أو رسوم الاشتراك.

الخصائص التقنية لمنصة التداول الاجتماعي

تلعب الميزات التقنية دوراً مهماً في تجربة المستخدم وأداءك في Social Trading. بعض المعايير التي يجب التحقق منها هي:

  • واجهة المستخدم: يجب أن تتمتع المنصة بتصميم بسيط وسهل الاستخدام حتى يتمكن جميع المستخدمين، حتى المبتدئين، من استخدامها بسهولة.
  • سرعة التنفيذ: يمكن أن يؤدي التأخير في تنفيذ المعاملات إلى ضياع الفرص المربحة. اذن اختر منصة تقوم بمعالجة المعاملات بسرعة عالية.
  • التلاؤم مع الأجهزة المختلفة: تأكد من أن المنصة تعمل بشكل جيد على الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي أو الحاسوب.

أمان منصة Social Trading

يعتبر الأمان أحد أهم العوامل التي لا ينبغي إهمالها. في الأسواق المالية، قد يؤدي اختيار منصة غير صالحة أو غير مرخصة إلى تعريض رأس مالك للخطر؛ لأن خطر تعرض منصة التداول الاجتماعي للاحتيال يزداد ويجب في هذه الحالة الإنتباه إلى النقاط التالية:

  • الترخيص والإشراف: تأكد من أن المنصة تعمل تحت إشراف المؤسسات المالية المعتمدة.
  • المصادقة الثنائية (2FA): يمكن أن يساعد الحصول على هذه الميزة في حماية حسابك من الوصول غير المصرح به.

كنقطة أخيرة، يجب عليك أيضاً قراءة تعليقات مستخدمي منصة التداول الاجتماعي؛ لأن تجربة المستخدمين الآخرين يمكن أن توفر معلومات قيمة حول نقاط القوة والضعف في المنصة.

التداول الاجتماعي في منصة eTORO

أنواع أساليب التداول الاجتماعي (Social Trading)

لا يقتصر التداول الاجتماعي على طريقة محددة. يمكن للمتداولين الاختيار من بين عدة طرق، حسب أهدافهم ومستوى مهاراتهم. وفيما يلي، سوف نقوم بدراسة الطرق الستة الرئيسية للتداول الاجتماعي:

نسخ الصفقة: التداول التلقائي بنقرة واحدة

تخيل أنك قادر على الاستفادة من معرفة وخبرة متداول محترف دون أي تحليل أو تخصيص الوقت. وهذا ما يوفره نسخ الصفقة. في هذه الطريقة، يتم التعرف على المتداولين المحترفين عن طريق منصات التداول. يمكنك التحقق من أدائهم واختيار أفضل شخص لنسخ الصفقات.

السمة المميزة لهذه الطريقة هي أن جميع المعاملات يتم نسخها تلقائياً إلى حسابك. وبطبيعة الحال، فإن اختيار المتداول الذي يتمتع بخلفية موثوقة هي الخطوة الأولى والأكثر أهمية في هذه الطريقة.

الشبكات الاجتماعية: جسر بين المتداولين

في الوقت الحاضر لا تُستخدم الشبكات الاجتماعية للتواصل اليومي فقط. يستخدم المتداولون منصات مثل Telegram وInstagram وLinkedIn للتواصل مع محترفي السوق الآخرين.

لا تمنحك هذه الطريقة إمكانية الوصول إلى تعليقات وتحليلات المتداولين الخبراء فحسب، بل يمكنك استخدام تجاربهم الحقيقية لاتخاذ قرارات أفضل. توفر الشبكات الاجتماعية بيئة تفاعلية حيث تتم مشاركة الأفكار والاستراتيجيات فيها.

تداول المرآة: مطابقة الاستراتيجيات للأسلوب الشخصي

على الرغم من أن طريقة تداول المرآة تشبه إلى حد كبير نسخ الصفقة، إلا أن الاختلاف الرئيسي هو أنك تقوم بتكييف استراتيجيات المتداولين المحترفين حسب أهدافك وإدارة رأس مالك الشخصي، بدلاً من تقليدهم تماماً.

تتيح لك هذه الطريقة الاستفادة من خبرات الآخرين، ولكن لا يزال لديك السيطرة الكاملة على تداولاتك؛ لذلك، تعتبر هذه الطريقة مثالية للأشخاص الذين يرغبون في القيام بدور فعال في إدارة رؤوس أموالهم.

التداول بالإشارات: استخدام النصائح التداولية

في هذه الطريقة، يقوم المتداولون المحترفون بتزويد المستخدمين بإشارات تتضمن نقاط الدخول والخروج وحدود وقف الخسارة. عادةً يتم نشر هذه الإشارات من خلال مواقع الويب المعتمدة أو قنوات Telegram.

لكن النقطة الأساسية في هذا المجال هي أنه عليك أن تقرر ما إذا كانت هذه الإشارات مناسبة لتداولك بناءً على ثقتك في المتداول والتحقق من خلفية أدائه.

حسابات PAMM وأساليب التداول الاجتماعي

حساب PAMM: إدارة رأس المال من قبل المتخصصين

بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم ما يكفي من الوقت أو الخبرة لإدارة معاملاتهم الخاصة، تعد حسابات PAMM حلاً فعالاً. في هذه الطريقة، يقوم المستثمرون بتسليم أموالهم إلى المديرين المحترفين. يستخدم هؤلاء المديرون رأس مالك للتداول ويحصلون على نسبة مئوية منه كعمولة مقابل تحقيق الربح.

قد تكون قوانين هذه الحسابات مختلفة؛ على سبيل المثال، بعض الحسابات لا تسمح بسحب رأس المال حتى نهاية فترة محددة. قبل استخدام هذه الطريقة، تأكد من قراءة شروط وأحكام الحساب بعناية.

حساب MAM: تقسيم الأرباح والخسائر بالتساوي

يشبه حساب MAM إلى حد كبير حساب PAMM، إلا أنه في هذه الطريقة يقوم مدير الحساب بإجراء المعاملات لعدة حسابات في نفس الوقت. يتم تقاسم الأرباح والخسائر بالتساوي بين جميع المستثمرين، بغض النظر عن حجم رأس المال المستثمر من قبل كل شخص.

هذه الطريقة مناسبة بشكل خاص للأشخاص الذين يرغبون في الاستفادة من خبرات مدير محترف، ولكنهم يفضلون تجربة تقاسم الأرباح والخسائر بالتساوي مع المستثمرين الآخرين.

الفرق بين التداول الاجتماعي ونسخ الصفقة

على الرغم من أن التداول الاجتماعي ونسخ الصفقة لديهما العديد من أوجه التشابه، إلا أن هناك اختلافات رئيسية بينهما يجب الإنتباه إليها:

المرونة في التداول الاجتماعي وعدم وجود تغيير في نسخ الصفقة: على عكس التداول الاجتماعي، في نسخ الصفقة، يقوم المستخدمون مباشرة بنسخ معاملات متداول معين دون أي تغييرات. وهذا يعني أن جميع قرارات واستراتيجيات ذلك المتداول يتم تنفيذها بالكامل في حساب المستخدم.

تطوير المهارات في التداول الاجتماعي: إحدى المزايا المهمة للتداول الاجتماعي هي أن المستخدمين يزيدون تدريجياً من معرفتهم ومهاراتهم في التداول من خلال تحليل الاستراتيجيات والتعلم من الآخرين. من ناحية أخرى، قد يؤدي نسخ الصفقة إلى تقليل ثقة المستخدمين بأنفسهم ويجعلهم يعتمدون بشكل مفرط على استراتيجيات الآخرين.

باختصار، التداول الاجتماعي هو تجربة تعاونية وتعليمية، في حين يركز نسخ الصفقة بشكل أكبر على التقليد المباشر والسريع.

مزايا Social Trading في الأسواق المالية

من أهم فوائد التداول الاجتماعي في الأسواق المالية ما يلي:

الوصول إلى المعرفة والخبرة الإحترافية: يمكن للمتداولين المبتدئين الاستفادة من الاستراتيجيات الناجحة للمتداولين ذوي الخبرة وإجراء صفقات أفضل دون الحاجة إلى التعلم المعقد.

توفير الوقت: يستغرق تحليل السوق وصياغة استراتيجيات التداول وقتاً طويلاً. وباستخدام التداول الاجتماعي، يمكن للمستخدمين تقصير هذه العملية والدخول في الصفقات بسرعة.

إنشاء دخل إضافي: يمكن للمتداولين المحترفين كسب الدخل من العمولات والمكافآت التي تقدمها المنصات من خلال مشاركة استراتيجياتهم وجذب المزيد من المتابعين.

عيوب Social Trading في الأسواق المالية

على الرغم من الفوائد البارزة للتداول الاجتماعي، إلا أنه يحمل أيضاً بعض السلبيات التي يجب على المتداولين معرفتها. وتشمل عيوب التداول الاجتماعي في الأسواق المالية ما يلي:

قلة المعرفة بإدارة رأس المال: من أكبر عيوب التداول الإجتماعي هو عدم معرفة المستخدمين المبتدئين بمبادئ إدارة رأس المال. على سبيل المثال، أحد أسوأ السلوكيات المالية هو أن يخصص المتداول رأس ماله بالكامل للتداول. في هذه الحالات، هناك خطر فقدان جزء كبير من رأس مال المتداول.

خطر اختيار متداول غير مناسب: ليس جميع المتداولين الذين يعملون على هذه المنصات بالضرورة محترفين وموثوقين. يمكن أن يؤدي اختيار المتداولين ذوي الخلفية الضعيفة إلى خسائر لا يمكن تعويضها.

أمان المنصة: قد يؤدي استخدام منصات غير آمنة أو اختيار وسطاء غير موثوقين إلى فقدان رؤوس مال المستخدمين. يعد التحقق من ميزات الأمان مثل المصادقة الثنائية وحماية الودائع أمراً بالغ الأهمية.

نشر معلومات كاذبة: من أكبر عيوب التداول الإجتماعي هو إمكانية نشر معلومات كاذبة أو غير صالحة من قبل بعض المستخدمين. يمكن أن تؤدي هذه المعلومات إلى قرارات تداول خاطئة وخسائر مالية.

رسوم إضافية: تفرض بعض منصات التداول الاجتماعي رسوماً مقابل تقديم خدماتها، مثل الاشتراكات الشهرية أو عمولة التداول.

المنصات الشهيرة للتداول الإجتماعي

في عالم التداول الاجتماعي، هناك العديد من المنصات التي تمكنت من تلبية احتياجات المتداولين من خلال تقديم خدمات متنوعة وعملية. بعض هذه المنصات الشهيرة هي:

الملخص

باعتباره أحد أساليب الاستثمار الأكثر ابتكاراً في الأسواق المالية، يتيح التداول الاجتماعي (Social Trading) للمستثمرين الاستفادة من قوة التعاون والمعرفة الجماعية. لقد خلقت هذه الطريقة جسراً بين المتداولين المبتدئين والمحترفين.

يمكن للمتداولين المبتدئين الاستفادة من تجارب واستراتيجيات المتداولين المحترفين للتقدم على طريق التعلم والربحية، بينما يمكن للمتداولين ذوي الخبرة تحقيق دخل مستقر وقيم من خلال مشاركة معارفهم وإشاراتهم.

كل من نسخ الصفقة والتداول بالإشارات والحسابات المُدارة، توفر الأساليب المتنوعة للتداول الاجتماعي ومجموعة واسعة من الخيارات للمستخدمين ذوي مستويات مختلفة من الخبرة والاحتياجات. على الرغم من أن التداول الاجتماعي هو أداة فعالة وعملية، إلا أنه لا ينبغي اعتباره حلاً خالياً من العيوب وخالياً من المخاطر. لكي ينجح المتداولون في هذه الطريقة، يجب عليهم فحص الاستراتيجيات والمتداولين والمنصات المتاحة بعناية والنظر دائماً في مبادئ إدارة رأس المال.

الأسئلة المتداولة

ما هو التداول الاجتماعي؟

التداول الاجتماعي (Social Trading) هو أسلوب تداول يعتمد على الشبكات الاجتماعية حيث يمكن للمتداولين عرض أو نسخ أو متابعة استراتيجيات وتداولات الآخرين.

هل التداول الاجتماعي يناسب المبتدئين؟

نعم، تساعد هذه الطريقة المبتدئين على الاستفادة من خبرات المتداولين المحترفين وإجراء المزيد من الصفقات الناجحة دون الحاجة إلى معرفة عميقة.

ما هو الفرق بين نسخ الصفقة وتداول المرآة؟

في نسخ الصفقة، يتم نسخ الصفقات تلقائياً تماماً، ولكن في تداول المرآة، يقوم المستثمر بتنفيذ الاستراتيجيات مع تغييرات طفيفة أو من خلال إدارته الشخصية.

هل توجد مخاطر محتملة في التداول الاجتماعي؟

نعم، مثل أي طريقة أخرى في الأسواق المالية، فإن التداول الاجتماعي له أيضاً مخاطر ومن الممكن أن يؤدي الاختيار الخاطئ للمتداول أو منصة التداول أو الإستراتيجية إلى خسائر.

هل التداول الاجتماعي مجاني؟

بعض المنصات مجانية، لكن معظمها تفرض رسوماً مقابل نسخ الصفقة أو الحصول على الإشارات.

كيف أختار المتداول المناسب لنسخ الصفقة؟

تحقق من الأداء المسبق وتحمل المخاطر والربحية وتعليقات المستخدمين واختر المتداول الذي يناسب أهدافك.

هل منصات التداول الاجتماعي آمنة؟

تتمتع معظم المنصات المعتمدة من أمان جيد، ولكن تأكد من التحقق من مصداقيتها وتراخيصها وسياساتها الأمنية قبل اختيارك للمنصة.

هل يعتبر التداول الاجتماعي بديلاً للتجارة؟

لا، يمكن أن يكون التداول الاجتماعي (Social Trading) أداة تكميلية، ولكن يعد التعلم والتحليل الفردي ضروري للنجاح في السوق على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى