انفصال الذهب الرقمي عن المعدن الثمين
شهدت الأسواق المالية منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية مساراً متبايناً بين الذهب وبيتكوين؛ إذ انخفض سعر الذهب بنسبة 5%، بينما ارتفع سعر بيتكوين (BTC) بأكثر من 20%. ويشير هذا الاتجاه المتناقض إلى تغيّر في طبيعة العلاقة بين الأصلين وتحول في استراتيجيات المستثمرين الباحثين عن الملاذات الآمنة.
يؤكد محللو QCP Capital أن بيتكوين كـ “ذهب رقمي” يكتسب شعبية متزايدة لدى المستثمرين، ويبدو أن هذا الاتجاه بات أكثر استقراراً، مع انتقال الأموال من الملاذات الآمنة التقليدية كالمعادن الثمينة إلى الأصول الرقمية.
وتشير وتله لونده، مديرة الأبحاث في شركة K33، إلى أن ارتباط بيتكوين بالذهب وصل إلى أدنى مستوياته خلال 11 شهراً بعد الانتخابات، مما يعزز فكرة أن بيتكوين قد وجدت مساراً مستقلاً في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.
وتبلغ القيمة السوقية لبيتكوين حالياً حوالي 1.73 تريليون دولار، متفوقة على الفضة، لكنها لا تزال أقل بكثير من سوق الذهب الذي تبلغ قيمته نحو 17.5 تريليون دولار. ورغم ذلك، يقدّر المحللون أن تخصيص 1% فقط من استثمارات الذهب لصالح بيتكوين قد يدفع سعرها إلى مستويات تقارب 97,000 دولار.
ويأتي الأداء القوي لبيتكوين بالتزامن مع صعود الدولار الأمريكي، حيث انتظر المستثمرون سياسات مثل التعريفات الجمركية التي قد تؤدي إلى تضخم مرتفع وزيادة في عوائد السندات.
وفي هذا السياق، حذّر نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ولاية مينيسوتا، من أن سياسات التعريفات قد تزيد من التضخم إذا ردت الدول الأخرى بالمثل. وفي حديثه إلى CBS، أكد أن التعريفات المفاجئة قد لا تؤثر بشكل كبير على المدى الطويل، إلا أن تصاعد النزاعات التجارية قد يفاقم المخاطر الاقتصادية.
ومع ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار، تراجعت جاذبية الذهب، كما تغيّرت توقعات السوق بشأن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، حيث انخفضت احتمالات خفض سعر الفائدة من 84% إلى 65% منذ نهاية الشهر الماضي.