عمومی

إيثريوم في مواجهة تحديات مع صعود شبكات الطبقة الثانية

شبكة إيثريوم تواجه شكوكاً متزايدة بشأن مسارها المستقبلي، مع انخفاض النشاط والرسوم على منصتها، ما يثير التساؤلات حول قدرتها على مواصلة دورها كمحرك أساسي لاقتصاد العملات الرقمية.

تشير الانتقادات إلى اعتماد متزايد على شبكات الطبقة الثانية مثل أربتريوم وأوبتيميزم التي بُنيت لتحسين أداء شبكة إيثريوم الأساسية، والتي يُنظر إليها الآن على أنها السبب الرئيسي لانخفاض رسوم إيثريوم بنسبة 87% منذ مارس 2024، في حين ارتفعت المعاملات على تلك الشبكات بنسبة 430%، وفقاً لبيانات بلومبرغ.

ماكس ريزنيك، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة Special Mechanisms Group التابعة لشركة Consensys Systems، صرّح بأن “خارطة طريق الطبقة الثانية نُفّذت دون دراسة كافية للجوانب الاقتصادية”، ما يثير القلق بشأن التوجهات الحالية.

منذ إطلاقها قبل أكثر من عقد، تميزت إيثريوم بأنها “حاسوب العالم” الذي يتيح إنشاء تطبيقات قائمة على البلوكشين، مما ساهم في تطور النظام المالي اللامركزي DeFi. إلا أن مكانتها كشبكة مهيمنة أصبحت مهددة لأول مرة، رغم دعمها أكثر من 72 مليار دولار من العملات المودعة في تطبيقات DeFi وأكثر من 100 مليار دولار من سوق العملات المستقرة الذي يقدر بـ 190 مليار دولار.

جوزيف لوبين، الرئيس التنفيذي لشركة Consensys، أكد أن الشبكة تخلت عن بعض قوتها التسعيرية على المدى القصير لصالح نمو شبكات الطبقة الثانية. لكنه اعتبر أن هذا النهج قد يسمح لتلك الشبكات بالازدهار دون أن تفقد إيثريوم مكانتها الأساسية.

على الرغم من ارتفاع سعر عملة الإثير بنسبة 75% خلال العام الماضي، إلا أن أدائها ما زال أقل من عملة البيتكوين التي تضاعفت قيمتها. ويزداد هذا التفاوت مع تحول البيتكوين إلى خيار مفضل للمستثمرين المؤسسيين، حيث سجلت صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة تدفقات تجاوزت 31 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ242 مليون دولار فقط لصناديق الأثير، وفقًا لبيانات بلومبرغ.

صعود سولانا وزيادة المنافسة

تتدفق رؤوس الأموال نحو شبكات منافسة مثل سولانا، التي تدعم ثاني أكبر حجم أصول مقفلة في تطبيقات DeFi بعد إيثريوم. شهدت عملة سولانا ارتفاعًا بنسبة 300% خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، مما يجعلها منافسًا قويًا.

إليزر ندينجا، نائب رئيس قسم الاستراتيجية وتطوير الأعمال في شركة 21.co، يرى أن الشبكات الأكثر كفاءة من حيث التكلفة مثل سولانا تجذب المزيد من المستخدمين على حساب إيثريوم.

جدل داخلي حول مستقبل الشبكة

هناك انقسام داخل مجتمع إيثريوم بشأن قرار دعم شبكات الطبقة الثانية، حيث يرى البعض أنها أدت إلى فقدان الرسوم التي كانت تحدّ من تضخم الأثير، مما جعل العرض الإجمالي للعملة يتحول إلى التضخم بعد ترقية “Dencun” الأخيرة.

فيتاليك بوتيرين، أحد مؤسسي إيثريوم، أكد في مقابلة مع بلومبيرغ أن العديد من فرق الطبقة الثانية تسعى لتعزيز التعاون مع النظام البيئي لإيثريوم. ومع ذلك، يرى ماكس ريزنيك أن الشبكة تواجه لأول مرة تهديدًا حقيقيًا من سولانا، مما يتطلب التركيز على توسيع نطاقها لضمان الحفاظ على قاعدة مستخدميها.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى