في هذا الجزء من سلسلة المقالات التدريبية الخاصة بالفوركس سوف نقوم بمراجعة تداول المناقلة (Carry Trade). تابعوا هذا الدرس من عرب بروكر لتعلم مهارات وفنون التداول في عالم الفوركس.
هل تعلمون أن هناك أنظمة تداول يمكن أن تكون مربحة حتى عندما تظل الأسعار مستقرة لفترات طويلة من الزمن؟
نعم يوجد مثل هذا النظام ويعتبر في عالم المال من أكثر الطرق شيوعاً لكسب المال لدى الكثير من كبار وأبرز مديري رؤوس الأموال. نظام التداول هذا يطلق عليه تداول المناقلة (Carry Trade)، وهو نظام التربح من الاختلاف في أسعار الفائدة أو أسعار المقايضة (السواب).
تداول المناقلة هو اقتراض أو شراء أصل مالي بسعر فائدة منخفض واستخدامه لشراء أصل مالي آخر بسعر فائدة أعلى. بينما تدفع سعر فائدة منخفضًا على الأصول المالية المقترضة، فإنك تحصل على سعر فائدة مرتفع على الأصل المالي الذي اشتريته. بهذه الطريقة، سيكون ربحك من فرق سعر الفائدة بين هاتين العملتين.
على سبيل المثال، لنفترض أنك ذهبت إلى البنك واقترضت 10,000 دولار. معدل الفائدة السنوي لهذا القرض هو 1% من هذه العشرة آلاف دولار. لكن بالمال الذي اقترضته، يمكنك شراء سندات بقيمة 10,000 دولار تعطيك فائدة سنوية بنسبة 5%.
كم سيكون ربحك؟ صحيح! 4% سنويا! وهذا يعني الفرق بين سعري الفائدة هذين!
قد تعتقد أن الأمر لا يبدو مربحًا ومثيرًا نظرًا لتقلبات السوق. ولكن عند استخدام هذه الطريقة في سوق تداول العملات الأجنبية، نظرًا لارتفاع الرافعة المالية ومعدل الفائدة اليومي، فإن حسابك سوف ينمو أكثر وأكثر جاذبية كل يوم.
لفهم أفضل، يجب أن نقول أنه باستخدام الرافعة المالية، يتحول فرق سعر الفائدة بنسبة 3% إلى معدل فائدة سنوي قدره 60%، مما يعني أن حسابك يصبح أقوى بعشرين مرة!
في هذا القسم، سنناقش ونراجع كيفية عمل عمليات تداول المناقلة، ومتى تكون فعالة ومتى تكون غير فعالة. كما سيتم فحص النفور من المخاطرة بشكل أكبر.
ما هي ميزات تداول المناقلة في سوق الفوركس؟
في سوق الفوركس، يتم تداول العملات في أزواج. على سبيل المثال، إذا قمت بشراء زوج عملات الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري (USDCHF)، فأنت في الواقع تشتري الدولار الأمريكي وتبيع الفرنك السويسري في نفس الوقت. إذا لم تكن على دراية بأزواج العملات، فاقرأ المقال الخاص بأزواج العملات.
تمامًا كما هو الحال في المثال المذكور أعلاه، فإنك تدفع فائدة على فتح مركز شراء العملة ومن ثم تحصل على الربح من مركزك.
ما يجعل صفقات الشراء بالاقتراض جذابة في سوق الفوركس هو أن دفعات أسعار الفائدة تتم بناءً على مركزك في كل يوم تداول. من الناحية الفنية، يتم إغلاق جميع المراكز في نهاية اليوم في سوق التداول الفوري للفوركس. إذا أبقيت المركز مفتوحًا لليوم التالي، فلن يحدث شيء.
سيقوم الوسطاء بإغلاق مركزك وإعادة فتحه ومن ثم إضافة فرق سعر الفائدة أو مقايضة العملتين خلال الليل. في الواقع، هذه هي تكلفة نقل المركز إلى اليوم التالي، وهو ما يسمى المقايضة أو السواب.
نظرًا للرافعة المالية التي يتم إنشاؤها من خلال وسيط الفوركس، فقد أصبح هذا النوع من الأعمال شائعًا جدًا في سوق تداول العملات الأجنبية. تتم معظم معاملات الفوركس على أساس دفع الهامش، مما يعني أنه يتعين عليك دفع مبلغ صغير من المركز كوديعة، وسيترك وسيطك بقية المركز كوديعة. يقوم العديد من الوسطاء بتحديد الإيداع بنسبة 1-2% فقط من الصفقة.
تعليم تداول المناقلة
سنلقي نظرة على مثال عام لإظهار مدى إثارة هذه الصفقات.
في هذا المثال، دعونا نلقي نظرة على معاملة شخص باسم جو، وهو متداول مبتدئ في سوق الفوركس.
مع 10,000 دولار من رأس ماله، يذهب جو إلى بنك الحي الذي يسكن فيه ويفتح حساب، فيقول له مدير البنك: “جو، حسابك يدفع فائدة بنسبة 1٪ كل عام.”
ينتظر جو بعض الوقت ويفكر: “مقابل كل واحد بالمائة، ستتم إضافة 100 دولار سنويًا إلى الـ 10,000 دولار التي أمتلكها.”
نظرًا لكون جو رجلًا ذكيًا وقد درس المواد التعليمية، فهو يعرف الآن طريقة أفضل لاستثمار أمواله.
“شكرًا لك يا سيدي، ولكن أعتقد أنني أرغب في استثمار أموالي في مكان آخر،” ابتسم جو لمدير البنك.
لقد استخدم جو العديد من أنظمة التداول (بما في ذلك صفقات الشراء بالاقتراض) لأكثر من عام، لذا فهو يتمتع بفهم جيد لكيفية عمل تداول العملات الأجنبية. يفتح حسابًا حقيقيًا، ويودع فيه مبلغ 10,000 دولار، وينفذ خطته.
وجد جو زوج عملات يبلغ فرق سعر الفائدة فيه +5% سنويًا. يشتري زوج العملات هذا بقيمة 100 ألف دولار. وبما أن الوسيط يطلب 1% من الصفقة، فسيتم الاحتفاظ بمبلغ 1000 دولار كضمان (رافعة مالية 1: 100). والآن أصبح لديه زوج عملات بقيمة 100,000 دولار ويكسب منه 5% سنويًا.
ماذا يحدث لحساب جو إذا لم يفعل أي شيء لمدة عام؟ حسنا، هنا ثلاثة احتمالات. دعونا نلقي نظرة على كل واحد منهم:
- يفقد مركز العملة قيمته: تنخفض قيمة زوج العملات الذي اشتراه جو. إذا وصلت الخسائر إلى المستوى الذي تنخفض فيه قيمة حساب جو الى حد مبلغ الوديعة، فسيتم إغلاق المركز وكل ما سيبقى في حساب جو سيكون مبلغ الوديعة بمقدار 1000 دولار.
- يصل زوج العملات إلى نفس سعر التداول في نهاية العام: في هذه الحالة، لا تتم إضافة أو خصم قيمة من مركز جو، لكنه يحصل على ربح بنسبة 5٪ على مركزه البالغ 100,000 دولار. وهذا يعني أن جو حصل على 5000 دولار من حسابه البالغ 10,000 دولار بهذا الربح فقط. وهذا يعني الربح 50٪!
- ترتفع قيمة العملة: زوج العملات يرتفع بسرعة. لذا، لا يحقق جو ربحًا بقيمة 5000 دولار من مركزه فحسب، بل يأخذ أيضًا أي ربح آخر يحققه.
نظرًا للرافعة المالية التي تبلغ 100:1، يتمتع جو بالقدرة على تحقيق 50% من مبلغه الأولي البالغ 10,000 دولار.
فيما يلي مثال لزوج عملات حقق فائدة بنسبة 4.40% منذ سبتمبر 2010:
إذا قمت بشراء زوج العملات AUDJPY واحتفظت به لمدة عام واحد، فيمكنك الحصول على رقم تحويل إيجابي. إذا قمت ببيع زوج العملات هذا، فسوف يحدث العكس:
إذا قمت بشراء زوج الدولار الأسترالي مقابل الين الياباني (AUDJPY) واحتفظت به لمدة عام واحد، فسوف تحصل على نسبة مبادلة تبلغ 4.40% سلبي.
نذكر مرة أخرى، هذا مثال عام لكيفية عمل معاملات المناقلة.
حان الوقت الآن للانتقال إلى الجزء الأكثر أهمية من هذا الدرس، وهو “مخاطر تداول المناقلة”.
هل تداول المناقلة طريقة مناسبة لكسب الأرباح؟
للإجابة على هذا السؤال، علينا العثور على إجابة للسؤال التالي أولًا: متى يكون تداول المناقلة أمر مجدٍ لكسب الأرباح؟
تظهر فاعلية تداول المناقلة بشكل أفضل عندما يشعر المستثمرون ببعض الخطورة ويكونون متفائلين بما يكفي لشراء العملات ذات العائد المرتفع وبيع العملات ذات العائد المنخفض.
هذه قصة الشخص المتفائل الذي يرى النصف المملوء من الكوب. على سبيل المثال، قد لا يكون الوضع الحالي مثالياً، لكن هذا الشخص يأمل أن تتحسن الأمور. وينطبق الشيء نفسه على معاملات المناقلة، قد لا تكون الظروف الاقتصادية مثالية، ولكن يجب أن يكون لديك نظرة إيجابية لشراء العملة.
إذا كان اقتصاد البلاد يبدو جيدًا، يتعين على البنك المركزي للبلاد رفع سعر الفائدة للسيطرة على التضخم.
في الواقع، هذا لصالح معاملات المناقلة، لأن ارتفاع أسعار الفائدة يعني فروقًا أكبر في أسعار المقايضة، وبالتالي الأرباح تكون أكبر.
من ناحية أخرى، إذا لم تكن التوقعات الاقتصادية لبلد ما إيجابية بما فيه الكفاية، فلن يكون أحد مستعدًا لشراء العملة لأنهم يعتقدون أن البنك المركزي يجب أن يخفض أسعار الفائدة لمساعدة ظروفهم الاقتصادية.
ببساطة، يكون أداء صفقات المناقلة أفضل عندما يكون معدل النفور من المخاطرة منخفضًا. عندما تكون درجة النفور من المخاطرة مرتفعة، فإن عمليات التداول المنقول لن تؤدي بشكل جيد. عندما يكون النفور من المخاطرة مرتفعا، يكون المستثمرون أقل عرضة للدخول في استثمارات محفوفة بالمخاطر.
والآن، دعونا ننظر إلى هذه المسألة من وجهة نظر أخرى.
لنفترض أن المجتمع في وضع اقتصادي صعب والبلد في حالة ركود. في رأيك، ماذا يفعل جارك المجاور بأمواله؟
ربما يفضل الاستثمار منخفض التكلفة والآمن على الاستثمارات الأخرى. وبما أن هذا الاستثمار آمن، فإن مخاطره ليست عالية.
هذه الحالة منطقية لأنها تسمح لجارك بحماية رأس ماله في ظروف سيئة. من حيث الفوركس، يقال أن جارك لديه مستوى عال من النفور من المخاطرة.
ملاحظة: من خلال النظر الى أداء المستثمرين الكبار، يمكن القول أنهم لا يختلفون كثيرًا عن تصرف جارك. عندما تكون الظروف الاقتصادية غير مواتية، يفضل المستثمرون إنفاق رؤوس أموالهم في عملات آمنة ذات أسعار فائدة منخفضة، مثل الدولار الأمريكي أو الين الياباني.
يقع معدل النفور من المخاطر في القطب المناوئ لتداول المناقلة. يؤدي تدفق رأس المال نحو فرص أكثر أمانًا إلى أن تصبح العملات ذات الأرباح المنخفضة أكثر قيمة مقابل العملات ذات الأرباح الأعلى.
معايير ومخاطر معاملات المناقلة
بالنسبة لتبادلات المناقلة، يعد العثور على زوج العملات المناسب أمرًا بسيطًا. وفي هذا السياق ينبغي الانتباه إلى مسألتين:
الفرق الكبير في أسعار الفائدة
العثور على زوج عملات ثابت أو في اتجاه صعودي في صالح العملة ذات العائد المرتفع. في هذه الحالة، ستجد إمكانية البقاء في هذه الصفقة لأطول فترة ممكنة والحصول على الربح من فرق سعر المقايضة أو السواب.
فيما يلي، نوضح بمثال واقعي مخاطر معاملات المناقلة:
هذا هو الرسم البياني الأسبوعي لسعر الدولار الأسترالي مقابل الين الياباني (AUDJPY). حتى عام 2010، حافظ بنك اليابان على سياسة سعر الفائدة الصفرية (ولكن اعتبارًا من سبتمبر 2010، ارتفع سعر الفائدة إلى 0.10%).
وبالنظر إلى أن البنك الاحتياطي الأسترالي لديه أعلى سعر فائدة بين العملات الرئيسية (حاليًا 4.50٪)، فقد توافد العديد من المتداولين على العملة، وهو أحد العوامل التي خلقت اتجاهًا صعوديًا صغيرًا ولكن مربحًا في الزوج. ومنذ بداية عام 2009 وحتى بداية عام 2010، ارتفع الزوج من 55.50 إلى 88.00، أي 3250 نقطة!
إذا أمعنت النظر في هذا الصعود، مع ملاحظة سعر المقايضة بين العملتين، فقد حقق هذا الزوج أرباحًا غير عادية للعديد من المستثمرين والمتداولين. لأنه وكما ذكرنا سابقًا، الصعود الذي نراه في الرسم البياني هو في صالح الدولار الأسترالي الذي يتضمن سعر فائدة أكثر بكثير من الين الياباني.
لا شك أن العوامل السياسية والاقتصادية كانت سبباً دائماً في تغير العالم. قد تتغير أسعار الفائدة وفرق سعر الفائدة بين عملتين وتتسبب في عدم عمل معاملات المناقلة السائدة (على سبيل المثال، معاملات تحويل الين) لصالح المستثمرين وتسبب لهم خسائر فادحة.
ملخص موضوع معاملات المناقلة
عندما تقترض أداة مالية واحدة (مثل الدولار) وتستخدمها لشراء أداة مالية أخرى (مثل الين الياباني)، فإنك تقوم بتنفيذ معاملة المناقلة.
بينما تدفع سعر فائدة أقل على الأداة المالية التي تقترضها أو تبيعها، فإنك تحصل على عائد أعلى على الأداة المالية التي تشتريها.
الفائدة هي الأموال التي تجمعها من الفرق في أسعار المقايضة أو السواب.
يعد تداول المناقلة طريقة أخرى لكسب المال في سوق الفوركس دون الحاجة إلى الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع، وقد يكون القيام بذلك يومًا بعد يوم أكثر صعوبة من ذي قبل.
يمكن أن تحقق معاملات المناقلة أفضل العوائد في الحالات التي لا يكون فيها الوضع الاقتصادي جيدًا، ولكن يتمتع بنظرة مستقبلية إيجابية، ويكون المستثمرون على استعداد لتحمل المخاطر.
إذا كانت التوقعات الاقتصادية لبلد ما لا تبدو جيدة للغاية، فلن يكون أحد على استعداد لقبول المخاطر.
ببساطة، يمكن أن تكون صفقات الشراء بالاقتراض (تداول المناقلة) فعالة جدًا عندما يكون لدى المستثمرين درجة منخفضة من النفور من المخاطرة.
عندما يكون النفور من المخاطرة مرتفعا، فإن صفقات الشراء بالاقتراض (تداول المناقلة) ليست خيارا جيدا للمستثمرين. في هذه الأوقات، يكون المستثمرون أقل عرضة لشراء العملات ذات أسعار الفائدة المرتفعة أو يرغبون في تقليل عدد المراكز التي يحتفظون بها في العملات ذات أسعار الفائدة المرتفعة.
عندما تكون الظروف الاقتصادية غير مستقرة، يميل المستثمرون إلى الاستثمار في العملات الآمنة ذات أسعار الفائدة المنخفضة، مثل الدولار الأمريكي والين الياباني.
إن العثور على زوج عملات مناسب لتنفيذ صفقة تداول المناقلة أمر بسيط للغاية. ويكفي النظر في شيئين:
- يجب أن يكون فرق سعر الفائدة بين العملتين مرتفعا.
- يجب أن يتمتع أحد أزواج العملات بظروف أكثر استقرارًا حتى تتمكن من تحليل العوامل التي تؤثر على سعر زوج العملات المعاكس بسهولة أكبر.
تذكر دائمًا أن العوامل الاقتصادية والسياسية تغير العالم كل يوم.
قد تتغير أيضًا أسعار الفائدة وفروق أسعار الفائدة بين العملات، مما يجعل المستثمرين يغيرون رأيهم بشأن صفقات المناقلة الشائعة (مثل تجارة المناقلة بالين الياباني).
لذلك، عند إجراء عمليات تداول انتقالية، يجب أن تفكر في الحد من خسائرك، تمامًا مثل التداول الاتجاهي العادي.
عند تنفيذها بشكل صحيح، يمكن أن تكون صفقات الشراء بالاقتراض مصدرًا مهمًا للدخل بالنسبة لك إلى جانب استراتيجيات التداول الاتجاهية الخاصة بك.
