مقالات

أين یقع سوق الفورکس ویتم التداول في أي مكان؟

الموضوع الذي سنتحدث عنه في هذا الدرس وسنجيب على السؤال هو عندما نتداول كمتداولين تجزئة في الفوركس، أين تتم هذه الصفقات؟ هل مكان سوق الفوركس معروف؟

في الدرس السابق، تحدثنا عن آلية عمل سوق العملات الأجنبية ومتداولي الفوركس الأفراد بأنهم لا يتداولون في السوق الحقيقي والعملة الحقيقية.

إذا كان الأمر كذلك، فأين تتداول فعليًا؟ عندما تنقر زر “الشراء” أو “البيع” على منصة تداول وسيطك، أين تذهب طلباتك؟ 🤔

وهذا ما سنكشف عنه في هذا الدرس والذي تم ترجمته من موقع babypips.com الشهير.

أين يقع سوق الفوركس؟

لكي نفهم إلى أين تذهب صفقاتنا، علينا أولاً أن نفهم موقعنا كمتداول والوسيط في هذا السوق. ولكي نجد مكاننا، بحاجة إلى لمحة عامة عن هذا السوق.

سوق الفوركس معقد ولامركزي، ولكننا سنحاول تقديم نظرة عامة مبسطة ومنمقة عنه في هذا المقال.

تخيل بحيرة كبيرة جدًا. البحيرة أكبر من المحيط!

لنفترض أن هذه البحيرة العملاقة تمثل “سوق الفوركس”.

هذه البحيرة العملاقة ليست فارغة إنها مليئة بالقوارب الصغيرة والكبيرة التي تمر بها.

تمثل هذه القوارب المشاركين في سوق العملات الأجنبية أي الفوركس. تخيل أن هناك الآلاف من هذه القوارب في البحیرة.

يشمل هؤلاء اللاعبون والمشاركين في سوق الفوركس: البنوك، والمؤسسات المالية غير المصرفية (NBFIs)، والشركات المتعددة الجنسيات (MNCs)، والمستثمرين المؤسسيين الكبار، وشركات التداول الخوارزمية (HFTs)، وصانعي السوق الإلكترونية، وصناديق التحوط، والأفراد ذوي الثروات العالية (HNWIs).

حيث بعضها ضخم وبعضها أقل ضخامة.

القوارب الضخمة هي البنوك التجارية الكبيرة. البنوك مثل باركليز، وسيتي جروب، ودويتشه بنك، وإتش إس بي سي، وجي بي مورغان تشيس، ويو بي إس. قواربهم ضخمة لأن لديهم الكثير من السيولة ورأس المال.

أحيانًا تتاجر  القوارب الكبيرة بشكل مباشر مع بعضها البعض. ويُعرف هذا باسم “التجارة الثنائية”. لذلك يمكنك القول أن القاربين يمكنهما “التجارة بشكل ثنائي”.

عندما تتداول هذه القوارب الكبيرة بشكل ثنائي، فإن هذين الطرفين فقط يعرفان الأسعار المعروضة والسعر الفعلي المتفق عليه، ولا يستطيع المشاركون الآخرون في السوق (بقية القوارب) الوصول إلى هذه المعلومات.

تقدم البنوك عروض أسعار مختلفة لعملاء مختلفين، وغالبًا ما لا يتم الكشف علنًا عن الأسعار والأحجام المتفق عليها. وهذا يجعل من الصعب على أي مشارك في السوق معرفة ما إذا كانت تجارته بسعر جيد (أو سيئ).

ولكن لا توجد قوارب فقط في هذه البحيرة العملاقة. هناك العديد من الجزر!

تمثل هذه الجزر أماكن التداول المختلفة في سوق الفوركس.

تسبب تطور التجارة الإلكترونية في سوق الفوركس في نمو مفاجئ لمنصات التداول. تُعرف هذه المنصات باسم منصات التداول بين التجار أو الموزعين (IDP)، و منصات الموزع الفردي (SDP)، والمنصات متعددة الموزع أو التاجر (MDP). ومع ذلك، مع ظهور أماكن مثل شبكات الاتصالات الإلكترونية (ECNs)، وواجهات برمجة التطبيقات (APIs)، ومجمعات API، قد تلاشى التمييز والحدود بين هذه الأجزاء التقليدية وكاد أن يختفي.

بشكل عام، أماكن التداول هي الأماكن التي يمكن للمشاركين المختلفين في السوق أن يجتمعوا فيها ويتداولوا مع بعضهم البعض.

عند التداول في إحدى هذه الجزر (أماكن التداول)، يجب على المشاركين في السوق الالتزام بقواعد الجزيرة.

تدير الجزيرة سوقًا يسهل التداول بين المشاركين في السوق. حتى أن البعض يوفر تداولًا مجهولاً حيث يمكنك تقديم الطلبات دون الكشف عن هويتك للمتداولين الآخرين.

على سبيل المثال، إذا أراد المشتري شراء 10 ملايين وحدة من الدولار الأمريكي/الين الياباني بسعر 110.00 ويريد البائع بيع 10 ملايين وحدة من الدولار الأمريكي/الين الياباني بسعر 110.00، فستتم مطابقة الطلبات. كل ذلك دون الكشف عن هوية المشتري أو البائع.

كما تلاحظ، لا توجد جزيرة واحدة تتم فيها جميع عمليات التداول. والأسعار التي يشتريها ويبيعها المتداولون فريدة لكل جزيرة.

ولهذا السبب، إذا سافر قارب من جزيرة إلى جزيرة أخرى، فقد يرى أن سعر شراء الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هو 110.00 في الجزيرة الأولى و110.01 في الجزيرة الثانية!

سوق الفوركس لا مركزي، مما يعني أن سعر الدولار مقابل الين (USDJPY) يختلف في كل جزيرة. يختلف كل زوج عملات حسب مكان البيع والشراء والسعر والسيولة وحجم المعاملات.

بحيث يتم تداول العملات الأجنبية في العديد من الأماكن المختلفة في آن واحد.

لذلك لا يوجد حقًا “سوق صرف العملات الأجنبية” واحد. إنها مجموعة من الأسواق المختلفة التي تشكل “سوق الفوركس”.

إذا فكرت في الأمر، ستجد أن “سوق الفورکس” هو في الحقيقة شبكة من مجموعة من الأماكن المختلفة للتداول، وليس مكانًا واحدًا.

ليست كل الجزر بنفس الحجم مما بعضها أكبر حجماً. كلما كانت الجزيرة أكبر، كلما زاد حجم المعاملات في تلك الجزيرة. يتداول كل قارب في جزيرة.

بعض القوارب كبيرة جدًا وغنية بحيث يمكنها التداول في أي جزيرة، لكن معظم القوارب لا تفعل ذلك. في بعض الجزر، يحق لقوارب معينة فقط الدخول. على سبيل المثال، بعض القوارب غنية جدًا لدرجة أنها تمتلك جزيرة خاصة بها!

إذا كان القارب يمتلك جزيرة، فلا يحق لأي قارب كبير آخر (بنك) الدخول إلى تلك الجزيرة. وبدلاً من ذلك، يسمح فقط للقوارب الخاصة والصغيرة (عملاء البنوك) بدخول تلك الجزيرة، بینما لا يهمهم بالطبع لأنهم يمتلكون جزيرتهم الخاصة.

تُعرف هذه الأنواع من الجزر باسم “منصات الموزع الفردي (SDPs)”. ومن أمثلة لهذه المنصات وأصحابها هي: أوتوبان (دويتشه بنك)، وباركس (باركليز)، وكورتيكس (بي إن بي باريبا)، ونيو (يو بي إس)، وفيلوسيتي (سيتي).

تخيل أن هناك جزيرتين كبيرتين جدًا في وسط هذه البحيرة، ولا يحق إلا لأكبر القوارب التداول في هذه الجزيرة.

الأشخاص الذين يتداولون في هذه القوارب الكبيرة يُطلق عليهم اسم الموزع/التاجر (Dealer).

لذلك، في هذه الجزر، يتاجر التجار مع بعضهم البعض بكميات كبيرة.

يُعرف هذا باسم “السوق بين التجار أو الموزعين” (interdealer platforms).

وبما أن معظم التجار يعملون لدى بنوك كبيرة متعددة الجنسيات، فإن السوق بين الوكلاء يسمى أيضًا سوق ما بين البنوك.

تُعرف هذه البنوك الضخمة أيضًا باسم البنوك الكبيرة أو (bulge bracket).

تُعرف “الجزر” في سوق التجار المتبادلين باسم “منصات التجار المتبادلين” (IDPs). وهي منصات تداول إلكترونية يتم فيها التداول غير المعلن (المجهول) في سوق interdealer. تعد EBS Market وRefinitiv Matching من بين المنصات المشتركة بين الـ Dealer.

تجار سوق الفوركس!

في سوق الفوركس، المكان الذي تتم فيه المعاملات بين تجار الفوركس وعملائهم النهائيين مثل المصدرين والمستوردين ومديري الأصول وصناديق التحوط وحتى بعض وسطاء الفوركس بالتجزئة يعد كـ interdealer segment.

في الماضي، كان يُسمح فقط للقوارب الكبيرة بالدخول إلى هذه الجزر الكبيرة. وذلك لأن القوارب الكبيرة فضلت التجارة فقط مع القوارب الكبيرة الأخرى. لقد اعتبروا أن التجارة بالقوارب الصغيرة تنطوي على مخاطرة كبيرة.

لكن الآن، أصبح لدى القوارب المتوسطة خيار التجارة في الجزر الكبيرة من خلال “الانضمام” إلى أحد القوارب الكبيرة.

لن ندخل الآن في التفاصيل لتبقى المفاهيم البسيطة، ولكن في الأساس، يسمح القارب الكبير (البنك) للقارب المتوسط ​​(صندوق التحوط) بالتداول باسمه. وهكذا تتمكن القوارب المتوسطة من الوصول إلى هذه الجزر الكبيرة والتداول مع القوارب الكبيرة الأخرى.

في مقابل امتياز التجارة باسمه، عادةً ما يتقاضى القارب الكبير رسومًا من القارب المتوسط ​​بناءً على حجم الصفقات المنجزة.

يُعرف هذه الإتفاقية باسم “الوساطة الرئيسية”، حيث يلعب القارب الكبير دور يسمى “الوسيط الرئيسي” (أو “PB”) والقارب المتوسط ​​في دور عميل الوسيط الرئيسي.

يتيح الوسطاء الرئيسيون للمشاركين الأصغر حجمًا (ولكن ليس الصغار جدًا) في السوق، على الرغم من تاريخهم الائتماني المحدود أو مستوى المخاطر المرتفع، استخدام التصنيف الائتماني الأعلى للوسيط الرئيسي، والتداول في أي مكان تقريبًا ومع أي شخص في “البحيرة”.

في الواقع، اليوم، تلاشى هذا التمييز الواضح الذي كان يفصل بين البائعين وبقية المشاركين في السوق.

الشيء المهم الذي يجب معرفته عن سوق interdealer هو أنه عبارة عن شبكة عالمية (من أماكن التداول) تستخدمها البنوك والمؤسسات المالية الكبيرة غير المصرفية (“NBFIs”) لتداول العملات فيما بينها. تتم الصفقات إلكترونيا أو عبر الصوت.

وتعمل هذا”السوق” بطريقة لامركزية للغاية كشبكة فضفاضة حيث تتفاوض البنوك والمؤسسات المالية غير المصرفية على صفقات ثنائية دون إشراف مركزي. وهذا “السوق” المفترض هو في الواقع شبكة.

لذلك عندما ترى مصطلح “السوق بين التجار” أو “السوق بين البنوك”، فإنه يشير ببساطة إلى شبكة يتم فيها التفاوض على معاملات العملة بين المؤسسات المالية والشركات الكبيرة الأخرى.

تنتشر الأسعار التي يتم تداولها في السوق بين البنوك والتجار (مثل الشائعات) إلى القوارب الأخرى والجزر الصغيرة (بقية سوق العملات الأجنبية) ويتم استخدامها كمعدلات “مرجعية” من قبل المشاركين الآخرين في السوق.

هذه الأسعار هي ما (نأمل) أن يعرضها وسيط الفوركس بالتجزئة لنا.

مكانة الوسطاء في سوق الفوركس

وبما أننا ذكرنا وسطاء الفوركس، دعونا نرى أين موقعهم في البحيرة. يعتبر وسيط الفوركس بالتجزئة أحد القوارب الصغيرة.

ويختلف أيضًا حجم قوارب الوساطة، أي أن بعضها أصغر وبعضها أكبر حجماً.

لا يمكن لوسطاء الفوركس بالتجزئة التداول مباشرة مع القوارب الأخرى. من أجل التداول، يحتاج وسيط الفوركس بالتجزئة إلى “إنضمام” بقارب أكبر يسمح له بالتداول باسمه. يُعرف هذا النوع الخاص من العلاقات بعلاقة الوسيط الرئيسي (“PB”).

يصبح القارب الكبير هو PB لوسيط تداول العملات الأجنبية بالتجزئة. PB هو كيان يرغب في تمثيل وسيط تداول العملات الأجنبية بالتجزئة في جميع معاملاته التجارية التي تحدث في البحيرة وتسوية الصفقات باسمه.

لكن القوارب الكبيرة أكثر حساسية.

بالنسبة لوسطاء تداول الفوركس بالتجزئة الكبار، فإنهم قادرون على الدخول في علاقة وسيط رئيسي (“PB”) مع قارب كبير.

بالنسبة للوسطاء الصغار، يعتبرون محفوفين بالمخاطر للغاية بالنسبة للقوارب الكبيرة. إنهم لا يستوفون المعايير الصارمة ولا يستطيعون تأمين علاقة وسيط رئيسي، مما يمنعهم من القدرة على التداول مع الآخرين في سوق العملات الأجنبية.

ولحسن الحظ، هناك أنواع خاصة من القوارب التي لديها علاقة وسيط رئيسي حالية مع قارب كبير وتقدم خدمة لهؤلاء الوسطاء الصغار.

يُعرف هذا النوع الخاص من القوارب متوسطة الحجم باسم “Prime of Prime” أو “PoP”.

يشير Prime of Prime أو PoP إلى شركة لديها حساب مستخدم في وسيط رئيسي (PB) يقدم خدمات للمشاركين الآخرين في السوق مثل وسطاء الفوركس. تعمل PoPs على سد الفجوة بين أسواق الفوركس الكبيرة والصغيرة، فهي تسمح لوسطاء الفوركس الأفراد بالاستفادة من علاقتهم الائتمانية مع الوسيط الرئيسي (PB).

يتيح PoP لوسيط التجزئة الأصغر التداول من خلاله.

هناك طريقة أخرى يمكن لوسطاء التجزئة الصغار من خلالها التعامل مع القوارب الكبيرة وهي استخدام وسيط تجزئة أكبر لديه علاقة مع وسيط رئيسي (PB).

مكانة المتداولين في سوق الفوركس

لذلك، إذا كان وسيط الفوركس بالتجزئة هو أحد القوارب الصغيرة، فأين أنت، متداول الفوركس بالتجزئة، في هذه البحيرة؟

بالصراحة لايوجد مكان لك!

تفاجأت؟ وتسأل: يعني لست كإحدى هذه القوارب؟

للأسف لا!

كما لاحظت، يصعب حتى لوسطاء الفوركس بالتجزئة الوصول إلى السوق والدخول في الصفقات، لذلك لا تسأل نفسك كيف تدخل سوق الفوركس!

كما ترى، تعتبر القوارب الكبيرة حتى وسطاء الفوركس الأفراد خطرين، ولن يتعاملوا معهم مباشرة، لذلك لا يوجد سبب لهم للتعامل مع متداولين بالتجزئة مثلك.

لا بد أنك تسأل؛ إذا لم أكن قاربًا في هذه البحيرة، فأين مكانتي؟!

الجواب هو أن وسيطك القارب، وأنت، كمتداول تجزئة، مثل سمكة داخل حوض السمك على متن القارب!

متداولو الفوركس الأفراد لايتداولون في “السوق”. وسيطك ينشئ لك السوق لتتمكن من التداول فيه.

وأنت تتداول مع وسيط الفوركس، وعندما تضع أمر ما، فإن الوسيط الخاص بك هو الذي يأخذه.

“الأمر” هو طلب الشراء أو البيع يرسله إلى الوسيط من خلال حسابك على منصة التداول.

باعتبارك متداول فوركس بالتجزئة، عندما تقوم بإدخال أمر لشراء أو بيع زوج من العملات، فإن وسيط الفوركس هو الطرف المقابل لهذه التجارة.

وهذا ينطبق على كل وسيط فوركس بالتجزئة.

قد يوفر لك وسيط الفوركس الخاص بك بيئة تداول قد “تبدو وتشعر” وكأنك تتداول في البحيرة العملاقة.

اعتبرها كمحاكاة. يقوم وسيطك “بمحاكاة” سوق العملات الأجنبية بحيث يبدو مثل “السوق” الحقيقي.

على سبيل المثال، قد تكون الأسعار التي تعرضها على منصة التداول الخاصة بك مشابهة لما يظهر في “السوق” الحقيقي.

ولكن في النهاية، أنت لا تتداول مع متداولين آخرين…. وسيط الفوركس هو الطرف المقابل الوحيد في كل الصفقات وتداولاتك.

وسيطك الخاص هو “مكان التنفيذ” الوحيد لتنفيذ جميع طلباتك. مكان التنفيذ هو مجرد كلمة خيالية يتم فيها وضع الأوامر وتنفيذها. نظرًا لأنك تتداول فقط مع الوسيط، فهو سوق منفصل ولكنه موازٍ.

عندما تقوم “بالتداول”، كل ما تفعله هو اللعب في “السوق الداخلية” أو حوض السمك الخاص لوسيط الفوركس الخاص بك.

لاينسحب أي أموال من الوسيط.

فقط عندما تحتاج إلى التحوط في الصفقات، يتم استخدام الأموال الحقيقية من قبل الوسيط. ولكن هذه الصفقات التحوطية تتم بواسطة الوسيط، وليس أنت. (سنناقش هذا بالتفاصيل أكثر في الدروس القادمة.)

تداولاتك لا تدخل السوق الحقيقي أبدًا.

ولا تتداول مع المتداولين الآخرين. ولا حتى مع المتداولين الآخرين الذين يستخدمون نفس وسيط الفوركس الذي تستخدمه.

على سبيل المثال، إذا كنت أنت ومتداول آخر تستخدمان نفس الوسيط، فلن تقوما بالتداول مع بعضكما البعض أبدًا، وسيتداول كل منكما دائمًا مع الوسيط فقط.

أنت لست في نفس الحوض مع المتداول الآخر.

كلاكما موجود في أحواض أسماك منفصلة على متن القارب نفسه.

لا يستطيع متداول التجزئة الوصول إلى سوق الفوركس. إنهم يتداولون فقط مع وسيط الفوركس بالتجزئة الخاص بهم.

من أجل التداول فعليًا مع متداولي العملات الأجنبية الآخرين، مما يعني أنك ستتداول ضد طرف مقابل ليس وسيطك، يجب أن تكون متداولًا مؤسسيًا في هذا السوق.

ولهذا السبب نفضل أن نطلق على سوق العملات الأجنبية الحقيقي اسم “سوق العملات الأجنبية المؤسسي”.

في السوق المؤسسية، يُشار إلى وسطاء تداول العملات الأجنبية بالتجزئة باسم مجمعي التجزئة.

يطلق عليهم هذا الاسم لأن وسطاء الفوركس بالتجزئة عادةً ما يقومون بتجميع المراكز الصافية لعملائهم لأغراض التحوط. ثم يقومون بالتعامل في سوق العملات الأجنبية المؤسسي لإدارة تعرضهم لمخاطر السوق. (هذا وسوف يتم مناقشتها بمزيد من التفصيل لاحقاً.)

هل يمكن الإنضمام المباشر بسوق الفوركس؟

يجب أن تكون حذرًا من أي وسيط فوركس بالتجزئة يدعي أنك قادر على التداول مباشرة في “سوق ما بين البنوك” أو سوق العملات الأجنبية المؤسسي أو أنه سيقوم بذلك “نيابة عنك”.

تذكر بأن وسيطك يستطيع المشاركة في سوق العملات الأجنبية المؤسسي فقط ولايمكنك.

أنت عالق على متن قارب الوسيط الخاص بك. ويمكن تداول ما يقدمه لك وسيطك.

منصة التداول الإلكترونية التي يوفرها لك الوسيط لاترتبطك إلا بوسيطك وليس سوق الفوركس الحقيقي.

أنت تستخدم منصة التداول هذه فقط للتداول مع وسيطك وبس. ولا تتداول مباشرة مع أي عملاء آخرين للوسيط.

ببساطة: عندما تقوم بالبيع، فإن وسيط الفوركس بالتجزئة هو المشتري. عند الشراء، يكون وسيط الفوركس بالتجزئة هو البائع.

يهدف وسطاء الفوركس بالتجزئة بصنع السوق لمتداولي الأفراد.

نظرًا لأن لا يمكن لمتداولي التجزئة الوصول إلى سوق الفوركس بالجملة (المؤسسي)، فإن وسيط تداول الفوركس بالتجزئة يقوم حرفيًا “بإنشاء سوق” لك للمضاربة على أسعار صرف العملات.

يقوم بذلك من خلال توفير منصة تداول عبر الإنترنت تعرض لك عروض الأسعار لأزواج العملات المختلفة التي يمكنك “الشراء” أو “البيع” عليها.

أنت قادر فقط على فتح وإغلاق صفقاتك مع الوسيط.

عندما تفتح الصفقة، فإنك تدخل فعليًا في عقد، وهو عبارة عن اتفاقية خاصة بين طرفين: أنت ووسيط الفوركس الخاص بك.

تسمى هذه العقود عقود الفروقات أو عقود العملات الأجنبية المتداولة.

العقود التي تدخلها مع الوسيط لا يمكن إغلاقها إلا من قبل وسيطك.

وهذا يعني أنك لن تكون قادرًا على إغلاق الصفقة مع طرف آخر.

قد تكون عروض الأسعار التي يقدمها لك وسيطك مأخوذة من سوق الفوركس المؤسسي، ولكن مرة أخرى، الجانب الآخر من تداولاتك هو وسيطك فقط، وليس أي شخص أو كيان آخر.

ما هی مصلحة وسطاء الفوركس؟

لماذا من المهم معرفة بأن وسيطك هو الطرف الآخر لأى التداول؟

وبما أن الوسيط هو الذي يتخذ الجانب الآخر من تجارتك، فإن هذا يخلق تضاربًا محتملاً في المصالح.

إذا صفقتك تحقق الربح، فإن وسيطك يخسر المال. وإذا خسرت أموالاً أثناء التداول، فإن وسيطك يجنى المال من التداول (بالإضافة إلى أي رسوم أخرى قد يفرضها).

لذلك، من وجهة نظر الوسيط، فمن مصلحته أن تخسر تداولاتك (وهو ما يتعارض مع مصلحتك لأنك تريد أن تجني صفقاتك المال).

لقد ذكرنا تضارب المصالح “المحتمل”. يتم استخدام كلمة “المحتملة” لأن هناك طرقًا للتخفيف من هذا تعارض المصالح.

سيتم مناقشة هذا بمزيد من التفصيل لاحقاً، ولكن المهم أن نعرفه الآن هو أن تضارب المصالح المحتمل موجود بينك وبين وسيطك.

مخاطر النظراء أو مخاطر الطرف الآخر (Counterparty Risk) في تداول الفوركس

نظرًا لأن وسيطك هو الطرف الآخر الوحيد في تداولاتك، فهذا يعني أن هناك خطرًا يتمثل في أنه قد لا يفي بالتزاماته تجاهك.

ويعرف هذا بمخاطر النظراء أو مخاطر الطرف الآخر أو مخاطر الطرف المقابل.

الطرف المقابل هو الطرف الآخر الذي يشارك في التداول، ويجب أن يكون لكل تداول طرف مقابل حتى يتم التداول.

يُعرف المشتري والبائع في التداول أو المعاملة أيضًا باسم الأطراف المقابلة.

  • المشتري هو الطرف المقابل للبائع.
  • البائع هو الطرف المقابل للمشتري.

أنت كمشتري ووسيطك كبائع هما وجهان للمعاملة. وعندما تتداول أنت ووسيطك معًا، تسمى هذه التجارة تجارة ثنائية أو ثنائية.

ولذلك، فإن وسيط الفوركس ليس في الواقع “وسيطًا”، ولكنه “بائع” فوركس.

يمثلك وسيطك، وينفذ الصفقة بينك وبين نفسه كطرفين في التداول.

لذلك، وفقًا لهذا التعريف، لا يمكن لوسيط الفوركس أن يكون وسيطًا حقيقيًا، لأنه يمثل الجانب الآخر من التداول.

ما المقصود بمخاطر الطرف الآخر؟

مخاطر الطرف الآخر أو مخاطر الطرف المقابل، والمعروفة أيضًا باسم مخاطر التخلف عن السداد أو مخاطر ائتمان الطرف المقابل (CCR)، هي المخاطر التي لن يدفعها الطرف المقابل على النحو الملتزم به في العقد.

على سبيل المثال، إذا وافق شخصان على التجارة، ولم يكن هناك شخص آخر كشاهد أو مراقب، هناك خطر أن يتراجع أحد الطرفين عن الاتفاقية، أو يكون غير قادر على توفير الأموال اللازمة لتأخير نهاية الصفقة.

إذا قمت بفتح صفقة مع وسيطك ثم أغلقتها لتحقيق الربح. ماذا يحدث إذا لم يمتلك الوسيط المال الكافي لدفع قيمة صفقتك الرابحة؟

ماذا لو فتح متداولون آخرون مركزًا مشابهًا مثلك، حيث انتهى بهم الأمر جميعًا إلى تحقيق الربح؟

إذا قمت بفتح صفقة مع وسيطك ثم أغلقتها لتحقيق الربح. ماذا يحدث إذا لم يكن لدى الوسيط المال الكافي لدفع قيمة صفقتك الرابحة؟

ماذا لو فتح متداولون آخرون مركزًا مشابهًا مثلك، حيث انتهى بهم الأمر جميعًا إلى تحقيق الربح؟

يؤدي الربح الإجمالي من كل هذه الصفقات إلى تعرض الوسيط لخسارة فادحة لدرجة أنه “يفلس” ولا يملك رأس المال (السيولة) اللازم للوفاء بالصفقات المربحة.

نظرًا لأن الصفقة كانت عبارة عن معاملة بينك وبين الوسيط، ولا يمكنك نقل الثفقة إلى وسيط آخر، فأنت تقع في مأزق.

دعونا نؤكد مرة أخرى.

عندما تفوز، يخسر الطرف المقابل. إذا كان الطرف المقابل أي وسيطك، غير قادر أو غير راغب في الوفاء بالتزاماته عند خسارة التداول، فأنت في مأزق.

هناك مثال آخر: ماذا لو قام عميل آخر، يستخدم نفس وسيط الفوركس الذي تستخدمه، بفتح ثفقة ضخمة للغاية، وارتفع السعر بشكل كبير لصالحه، مما جعله يجني الكثير من المال. لقد راهن بشكل صحيح (وضخم) وفاز بالجائزة الكبرى! 🚀

لقد حقق الكثير من الأرباح وفاز بأموال كبيرة لدرجة أن الوسيط لم يتمكن من دفع الأرباح له و”يفلس”.

لديك أموال مودعة لدى نفس الوسيط وتعتقد أنها آمنة، ولكن إذا فقد الوسيط كل رأس ماله وأفلس، فمن المحتمل أن يستخدم أموالك لسداد ديونه.

على عكس سوق التداول في البورصة مثل الأسهم أو العقود الآجلة، التي لديها “غرفة مقاصة” تعمل كوسيط بين المشتري والبائع مما يضمن لكلا الطرفين أن الطرف الآخر سوف يفي بالتزاماته، فإن سوق الفوركس ليس كذلك لأنه سوق خارج البورصة (OTC).

في سوق خارج البورصة OTC، لا يوجد طرف ثالث متاح للتدخل والتأكد من حصولك على الأموال المستحقة لك.

المعاملات خارج البورصة تشبه المعاملات وجهًا لوجه. وفي هذه المعاملات يتم الاتفاق بين شخصين (المشتري والبائع)، ويتفاوضان ويتفقان على السعر مما لايوجد ضمان لتعويض الخسائر أو إيفاء الإلتزامات.

لذا، إذا توقف وسيطك عن العمل، أو أفلس، أو لم يتمكن من سداد ديونك، فستفقد أموالك تماماً.

في هذه المرحلة، يمكنك تقديم شكوى إلى الهيئة التنظيمية التي تنظم وسيطك ولااكثر.

بالطبع، تتيح لك تقديم الشكوى إذا كان وسيطك خاضعًا للتنظيم! ولهذا السبب من المهم أن يتم تنظيمه وأن يكون خاضع للرقابة. (تحدثنا عن أهمية تنظيم الوسيط في هذا الدرس.)

فلاداعي للقلق، لو ذكرنا هناك احتمالية لإفلاس الوسيط لا تعني أنه سوف يفلس.

اعتمادًا على كيفية تنفيذ وسيط الفوركس لأوامر عملائه، هناك طرق لإدارة هذه المخاطر.

فی الدرس القادم سنتحدث حول كيفية إدارة المخاطر لدى وسطاء الفوركس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى